بقلم الاخ / حسن عصفور
لا يستطيع احد في الكون أن يمنع طموح الأفراد ، فالأحلام ممكنة و مشروعة كما يقال ، حتى لو أصابها مس من العبثية أو البعد عن الواقع ، فهي تبقى أحلاما تخص صاحبها ليس أكثر ، أما عندما يحاول البعض أن يجعل منها واقعا بشكل غير واقعي ، فإننا ندخل مرحلة ' السيرك ' المسرحي ...
و يبدو أن ' مشيخة غزة ' ( الإمارة تحت التأسيس ) ، بدأت تدخل في رحلة السيرك السياسي الذي يتجاوز ، حتى مفهوم الانقلاب السياسي ـ القانوني الذي جسدته بخطف غزة في 14/6/2007 ... إذ انتقلت المسألة من التطاول على القانون الاساسى عندما جعلت من ' الصور ' أدوات تصويت و ترفع يديها ، بقرار يحمل من الهزلية تجاوز ' القراقوشية ' ذاتها ...
فمن جديد نرى بعضا من تلك الإضافات ' العميقة ' للقانون الذي لم نرى سابقا له وربما لن نرى الا اذا طال عمر 'المشيخة'.
احمد بحر الذي يستمر في موقع نائب رئيس المجلس التشريعي ، رغم المخالفة الدستورية الصريحة للقانون الاساسى ، عندما رفض عقد الجلسة لافتتاحها في الدورة العادية بناء على مرسوم الرئيس ، و فرض نفسه بالخطف ثم رفع الصور المتحركة لنواب معتقلين ، يخرج اليوم بنظرية ' قانونية ' جديدة بانه مستعد لتحمل منصب الرئيس و تولى الأمانة و قبول التكليف(بكل بتواضع) .. رجل يحمل صفة باتت الآن مخالفة للقانون الاساسى بشكل صريح ( لا اعرف لما لا يتم كشف هذا الخرق الدستوري الكبير من قبل الشرعية و أدواتها القانونية ) يريد أن يتحمل منصب الرئيس و هو أصلا ليس برئيس للمجلس التشريعي ، حتى لو افترضنا ( مع أن اللو هنا شيطانية بالتأكيد ) أن ولاية الرئيس انتهت و أن موقفهم على صواب .. كيف يجرؤ و يعلن نفسه ويكلفها بالمنصب الرئاسي المؤقت .. لما لايعيد قراءة النص الدستوري عن كيف يحدث التولي في حالة الشغور و من يمنح من.. و هل هو بنفسه يقرر و يكلف ويقسم..
ثم ، و هنا فريدا من الكوميديا السياسية التى نعيشها مع ' حماس غزة بحرا و برا ' كيف يعلن نفسه في ظل وجود صورة رئيس المجلس التشريعي المنتخب د. عزيز دويك التى تصوت بشكل دوري في جلسات غزة ... فما دام صورة د . دويك حاضرة و تشارك بالجلسات و ترفع يديها و ينطق عنها و باسمها ' بحر ' ذاته .. إذا بأي حق يغتصب ' بحر ' سلطة د. عزيز دويك ، لما لا ينصبه رئيسا مؤقتا .. أليس هنا تطاول و مصادرة حق دستوري و مجزرة قانونية يرتكبها ' بحر ' وناصحوه من خبراء ' فقه اللغة العربية “... و لكن ها نحن نشهد من المشاهد ما لم يحلم بها مشاهد...