منتديات دموع فلسطينى ........ حلمنا غزة
منتديات دموع فلسطينى ........ حلمنا غزة
منتديات دموع فلسطينى ........ حلمنا غزة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ألمقهور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنضراتي معاني
مشرفة
مشرفة
بنضراتي معاني


عدد المساهمات : 110
العمر : 30
انثى
نقاط : 149
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

ألمقهور Empty
مُساهمةموضوع: ألمقهور   ألمقهور I_icon_minitimeالخميس يوليو 23, 2009 6:54 pm

بعد أن استلم محمود الوظيفة كانت فرحته كبيرة جداً لأنه سيذهب ليطلب يد هدى تلك الفتاة التي أحبها وأحبته
وقد توظفت مثله في شركة دولية للاستيراد والتصدير,
فقد تخرجا من كلية التجارة والاقتصاد,
وعندما جاء إلى البيت أخبر والدته بأنه قد توظف وأنه يريد الزواج من هدى ففرحت كثيراً أولاً لأنها ستزوج ابنها الوحيد الذي ربته بدمع عينيها بعد وفاة والده وثانياً لأنه اختار هدى فقد كانت تحب هدى كثيراً,
وقد كان محمود يملك مبلغاً صغيراً تركه له والده وقد كان قد خطط مع هدى من قبل أن يكون هذا المبلغ هو مهرها وإن نقص قليلاً سيستدين ما ينقص ويفي الدين بعد الزواج من مرتبه ومرتبها,
وفعلاً ذهب هو وأمه وطلبا يد هدى واتفقا مع والدها على كل شيء,
ولكن كان هناك أمر لم يكن يتوقعه وقد أزعجه كثيراً وهو أن أهلها قد اشترطوا عليه أن يعيش هو وهي في بيت لوحدهما وحتى لو كان البيت بالأجرة,
وعندما وصل محمود وأمه إلى البيت بدأ يتناقش معها في هذا الموضوع وقال لها أنه لا يستطيع دفع أجرة بيت شهرياً فاقترحت عليه أمه أن تعيش في غرفة صغيرة فوق سطح البناء الذي يحوي شقتهم لأن أجرتها قليلة جداً ولكنه رفض رفضاً باتاً لأنها غرفة صغيرة وقذرة كما أن صعود أمه إلى السطح صعب جداً,
وقد اقترح على أمه أن يترك هدى ولكن أمه قالت له بأنها مستعدة أن تعيش في الشارع إذا اضطر الأمر ولا تسمح له أن يترك هدى فقد أحبتها كابنتها,
فانتظر محمود البت في الأمر حتى يرى هدى في اليوم التالي ويتناقش معها في ذلك,وقد أحس أن ليلته في ذلك اليوم طويلة جداً ولم ينم طوال الليل وهو ينتظر الصباح,
وفي الصباح ذهب محمود إلى الوظيفة ورأى هدى وبدأ يناقشها في الموضوع, و طرح عليها في البداية أن تعيش أمه في غرفة السطح ولكن هدى رفضت رفضاً باتا ًوقالت له أنه لو تخلى عن أمه فلن تتزوجه أبداً,
وقد وجدت حلاً للمشكلة أراحه كثيراً وهو أن يستأجرا بيتاً في البداية بعقد سياحي لمدة ستة أشهر حتى تستقر أمورهم بعد الزواج وبعدها يعودا إلى بيته وإن احتج أهلها على ذلك فستفهمهم أن أجرة البيت كبيرة وقد أخذت معظم مرتبهم ومنعتهم من العيش في مستوى لائق وستلح عليهم على الموافقة على عيشها مع أمه في بيت واحد,

وهكذا كبرت هدى في نظر محمود وتمسك بها أكثر من قبل وفعلاً تزوجا وعاشا حياة سعيدة وقد لقيا بعض الإزعاجات من أهل هدى ولكنهما تغلبا عليها وعاشا في بيت أم محمود,
وقد أحبت هدى كثيراً وأحبتها هدى و مرت الأيام عليهما سريعاً وقد أنجبا طفلة أسمياها ابتسام ثم طفلاً أسمياه وائل,
وبعد عدة سنوات من زواجهما بدأت المصائب تأتي فقد وقعت هدى أكثر من مرة بدون سبب,وقد ظنت في البداية أنه أمر طبيعي ولكن مع تكرار هذا و مراجعة طبيب علمت أن معها ضعفاً في القلب وأنه سيبقى معها حتى الموت و لن يتغير عليها شيء إلى الأحسن بل سيتغير إلى الأسوأ مع الإزعاج والتعب و الإرهاق وقد كان هذا صاعقة لها ولمحمود الذي بدأت تزداد واجباته المنزلية حتى لا يتعبها كما أنه كان يحمل معها أعباء الأولاد هو وأمه,
وقد طلبت منه أكثر من مرة أن يتركها ويتزوج غيرها لأنه لم يعد بوسعها أن تقوم بأغلب واجباتها ولكنه رفض أن يتخلى عنها لأنها لم تتخلى عنه يوماً،
وقد تركت الوظيفة كما أنها أنجبت طفلاً ثالثاً وقررت ألا تنجب بعده لأن الطبيب أقر لهم أن أية حالة إنجاب ستكون خطرة على حياتها،
ومرت عليهما السنون مثقلة بالهموم وقد أصبح عمر ابتسام ست عشرة سنة ووائل أربع عشرة سنة ونديم عشر سنوات وكانت وقتها تنتظرهم مصيبة أخرى
فقد كان نديم دائماً يشكو من ألم في رأسه كما أنه كان يفرك في عينيه كثيراً,وبعد أن أخذه محمود إلى الطبيب علم أنه مصاب بحمى في جزء الرأس المسؤول عن الرؤية وأنه مهدد بالإصابة بالعمى وأنه بحاجة إلى عملية في الخارج وهذه العملية تكلف مائتي ألف ليرة سورية,
عندها اسودت الدنيا في عيني محمود ولم يدر ما يفعل فمن أين سيأتي بهذا المبلغ وهو موظف بسيط ومرتبه لا يكفي مصروف عائلته فكيف سيوفر منه ليعمل لابنه العملية,
وعندما جاء إلى البيت وسألته هدى عن حالة نديم أخبرها أنه بخير وأن عنده مجرد صداع لأنه لا يستطيع أن يقول لها الحقيقة خوفاً من تأثير ذلك على صحتها,
ولكنه لم يستطع أن يحبس حزنه في قلبه لأنه إن حبسه سيقتله,ولم يكن أمامه سوى أمه ليشكي لها همه,
ولكنه قال لنفسه أنها عجوز مريضة وإن بثها همومه فإن ذلك سيزيد من مرضها,
ولكن أمه أحست بحزنه فقلب الأم الذي ينبض بين ضلوعها يجعلها تشعر بحزن ولدها دون أن يتكلم,وقد ألحت عليه كثيراً حتى قال لها الحقيقة فنصحته ببيع البيت ولكنه لم يوافق فإن باع البيت فسيعيشون في الشارع لأن مرتبه لا يكفي المصروف فكيف سيكفي لأجرة بيت معه,
وقد ترك همه في قلبه وأحس بأن هذا الهم يقهره يوماً بعد يوم,
وقد سمع وائل حديث والده مع جدته دون أن يدريا وقرر أن يعمل ليدخر أجرة العملية وفعلاً وجد عملاً بعد دوامه المدرسي وهو أن يعمل عاملاً تحت يد بناء يحمل له الإسمنت والبلوكات,وكان كل يوم يتأخر عن البيت وعندما يسأله أهله عن السبب يقول أن عنده دوام إضافي,
وقد كان القدر يخبئ لتلك العائلة مصيبة أخرى وهي أن وائل وقع من مكان عال وأدى ذلك إلى إصابته بشلل نصفي وبدل أن يساعد أخاه في الشفاء من مرضه أصيب هو بمرض أقوى وأصبح طريح الفراش,
وقد أثر هذا الأمر على هدى فإن استطاع محمود أن يخبئ عنها مرض نديم فلن يستطيع أن يخبئ عنها ما جرى لوائل,وقد توفيت بعد بضعة أشهر من إصابة وائل,
وهكذا تحطم قلب محمود فمن أين سيلقى المصائب وقد كانت أمه تلك المرأة العجوز المريضة تخفف عنه وهي بحاجة إلى من يخفف عنها,
أما ابنته ابتسام التي أصبحت في الصف الثالث الثانوي لم تعد قادرة على الدراسة فتركت المدرسة وتفرغت لخدمة أخويها ووالدها وجدتها,
وقد حكى لها وائل الحقيقة وأنه قد عمل من أجل أن يعالج نديم وهنا بدأت تفكر بوسيلة تستطيع بها أن تجلب أجرة عملية أخاها بدون أن يعلم والدها بكل ذلك,فقد أفهمه وائل من قبل أنه قد عمل من أجل أن يساعده في مصروف البيت وهذا كان يحزن محمود كثيراً لأنه كان يحس بأنه عاجز عن تربية أولاده وتعليمهم,
أما عن ابتسام فقد وجدت الخلاص لها ولأهلها,فقد أرغمت نفسها على أن تمثل الحب على أحد جيرانها ويدعى السيد نزار وقد كان أكبر من والدها في السن وكان يعمل سماناً وكان غنياً جداً ولم يكن متزوجاً حتى الآن من شدة طمعه,
وقد بقيت تمثل عليه الحب حتى أقنعته في النهاية على أن يذهب ويطلبها من والدها,
وعندما طلبها رفض والدها رفضاً قطعياً ولكنها تزوجت بدون موافقة والدها وعندها رفض والدها أن يكلمها أو يذهب إليها أو يسمح لها بالدخول إلى البيت ولم يكن يدر أن كل هذا كان تضحية من أجله وأجل أخوتها،
وقد كانت تظن أنها بزواجها من نزار ستجد الفرج ولكنها وجدت العكس,فقد كانت دائماً تتشاجر معه لأنها تريد نقوداً وهولا يريد أن يعطيها,
وفي أحد الأيام سرقت مبلغاً كبيراً من خزانته فاكتشف ذلك واشتكى للشرطة,
وقد اكتشفت الشرطة أنها هي الفاعلة لذلك حكم عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات,
وقد رفض والدها زيارتها وبقي كذلك يرفض عدة أشهر ووالدته تحاول إقناعه,وإن عدم زيارته لها كان له سبب آخر غير زواجها رغماً عنه وهو أنه انشغل بنديم الذي أصيب بالعمى,
وهكذا كانت المصائب تتوالى واحدة تلو الأخرى والهم يأكل من قلب محمود قطعة قطعة,
و عندما زار ابتسام في السجن وأنبها على زواجها من نزار وعلى محاولتها سرقته اعترفت له بأن وائل قد أخبرها عما جرى لنديم وأنه بحاجة إلى عملية جراحية لكي يشفى من العمى وأنها كانت ضحية تلك العملية كما كان وائل ضحية من قبلها وكما كان نديم ضحية أيضاً,
وعندها اسودت الدنيا في عيني محمود ولم يعد يرى أمامه وقد خرج من السجن وهو لا يعرف أين يذهب فقد كانت الأفكار السوداء تتخبط في عقله,
فما ذنب أولاده وزوجته وأمه لكي يكونوا ضحايا فقره وعدم حسه بالمسؤولية,
فكر محمود بأمه المريضة التي أثقل قلبها بهمومه وزوجته هدى تلك المرأة الطيبة التي مدت له يد العون ووقفت معه في أمام محن الدنيا ومصائبها والتي أكل الهم قلبها وانتزع روحها,
كما فكر بابنه نديم ذلك الطفل البريء الذي أصيب بالعمى وحرم من نور الحياة طوال عمره بسبب أنه كان ابناً لأب فقير لم يكن يملك أجرة عملية يشفى بها,
كما فكر بابنه وائل ذلك الشاب الذي بدلاً من أن يعيش حياة مرفهة كباقي الشباب سيعيش طوال عمره طريح الفراش بسبب ذنب لم يكن له يد به,
كما فكر بابنته ابتسام تلك الفتاة الجميلة الأشبه بالملاك التي ضحت بعمرها وشبابها و مستقبلها وأخلاقها في وقت لم يطلب منها أحد أن تضحي,
فكر محمود بكل هؤلاء الضحايا ضحايا فقره وعجزه ولم يكن أمامه سوى البحث عن شيء يريحه,
وفعلاً وجد وكان ثمنه قليلاً وليس كالثمن الذي دفعه غيره إنه جرعة من السم,
لقد اشترى محمود تلك الجرعة وعاد إلى السجن وطلب من مدير السجن زيارة ابنته فاستغرب مدير السجن طلبه وهو لم يكن قد صار له ساعتين خارجاً من زيارتها،وقد رفض في البداية الموافقة على تلك الزيارة وعندها توسل إليه محمود أن يراها ولو لمدة دقيقة فوافق مدير السجن,وفعلاً دخل محمود إلى الزيارة وقد استغربت ابتسام من هذه الزيارة ولكن محمود أفهمها أنها زيارة الوداع وأنه سيسافر إلى مكان بعيد ولم يخبرها عن اسم هذا المكان ولماذا سيسافر وقبلها قبلة الوداع ثم ذهب إلى البيت وودع أبناءه وأخبرهم أنه سيسافر إلى مكان بعيد وقبلهم قبلة الوداع ثم ذهب وجرع السم,
وكان ذلك قبل أن يودع أمه لأن قلبها ربما يدلها ماذا سيفعل فتمنعه عن فعل ذلك,وعندما دخل إليها وجدها تبكي فسألها لماذا فقالت أنها تحس أن مصيبة كبيرة ستحصل وعندها قال لها بأن حدسها صحيح وأنه جرع جرعة سم وبعد عدة دقائق سيفارق الحياة وارتمى في حضنها وبدأ يبكي كالطفل وهي تصرخ وتبكي,وقد سمع وائل ونديم بكاءها ولكنهما لم يخرجا من الغرفة فكيف سيخرج وائل و قدماه لا تساعداه وكيف سيخرج نديم وهو لا يرى طريقه ولا أحد بجانبه يقوده,
وهكذا مات محمود وانتهت حياته حياة هذا الإنسان المقهور الذي ظلمه زمانه0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ألمقهور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دموع فلسطينى ........ حلمنا غزة  :: القسم الأدبى :: قصص بانواعه-
انتقل الى: