سكونٌ يحدّ المكان
سماءٌ تتلألأ عليها النجوم
والقمر البعيد يغريني بجماله
رمالٌ رمادية متناثره حولي
وأمواجٌ بارده تبلل قدميّ
نسماتٌ شفافه تعطرني
وحيده على رمال شاطئك
يابحري
القلب متألم
والعينُ تبكي
فليس لي أحدٌ غيرك أيها البحر
أناجيه ويمسح دموعي
أراكَ واسعٌ وعميق
وأمواجك تتلاعب على سطحك فأنت لا تبالي
أرى قوتك أيها البحر وتحملك
لهذا أنا هنا بجانبك
لعلك تحمل عبأ أحزاني قليلاً
قليلاً فقط لا أكثر
قليلاً لكي أستكين للحظات على شاطئك
وأفرح قلبي بأن حزنه قد زال
لا بل أكذب عليه وهذا ما قصدته
ثم أرجع لي أحزاني
لأنني لا أريد أن أحمّلك الآلم أكثر
فأنت رغم قوتك
تخفي في أعماقك الكثير من الغموض والعذاب
وأنا أخفي في داخلي الكثير
نعم الكثير من الألم والحزن والحسرات
لكني أتظاهر بسروري
كما أنت أيها البحر
فقط أمامك سأظهر معاناتي
لأني كما سمعت
بأنك تكتم الأسرار
وبأنك تسمع فقط ولا تبوح
لهذا أنا هنا أقرأ لك أسطر دمعاتي
فأيها البحر
عشتُ حياتي هادئه بسيطه
فجأه غمرني الحب
ذقت طعم الحب وعشته
خلت إني رحلت إلى عالم غير عالمي هذا
كل شيء في أرجائه مختلف
حيثُ الزهور تفوح بالشوق
والسماء تمطر بالعشق
وغمرتُ الروح بالتحنان
حتى أدمنت عالم الحب وقلبه
لكن الآن كل شيء قد تبدل....!!
أين ذلك الحب
وأين ذلك القلب الذي عشقني وعشقته
أين تلك الأيام الصادقه
وإلى أين أسحفت به الأقدار
لا أدري في أي زاوية قد إختبأت عني
وجعلتني هنا كالمجنونه
باحثه عنها بلا جواب
فكل لحظاتي أتَّسمت سوداء
إنهاض قلبي وأسْخفني السهد
فأينَ أوهرتني الدنيا
كيف لي أقضي باقي عمري بدونه
فهل لكَ أيها البحر أن تعيش حياتك
بعدما فقدت من كان يساويها
فأخبرني أيها البحر
بعدما إعتدتُ على تلك الروح التي لا تفارقني
وعلى ذلك القلب الذي يطفي اللهاث عني
كيف لي أن أستمر دونه...؟
فأنقذني أيها البحر
يكاد حزني يقتلني
وكتماني له يعذبني
أو لتأخذني أمواجك
لداخلك
لتكون سبب رحيلي عن أحزاني
لا الأحزان هي سبب إختناقي
تحياتي لكم وإحترامي